النشأة
وُلد سماحة الشيخ قيس بن هادي بن سَيّد بن حَسَن آل عَبد العال الحريشاوي الخزعلي في يوم الخميس 30 جمادي الأولى 1394 هجرية الموافق 20 حزيران (يونيو) 1974م في مدينة الصدر ببغداد، وفيها نشأ وَتَرَعرَع. لعائلة عرفت بالزهد والجاه في أهلها وأهل مدينته، فكانت دارهم مقصد الزوار القادمين من الأقارب الى بغداد، ومحلا لمعالجة الخلافات العشائرية التي كانت تحدث بين الناس، فضلا عن صبرها على البلاء ابان حكم النظام الصدامي المباد، وما تلاه من احداث، أدت الى استشهاده شقيقه.
كان سماحة الشيخ الأمين منذ بداية حياته يحاول ان يجمع ما بين الدراسة الاكاديمية والتفقه في الدين، ودراسة المسائل الشرعية.
الإبتدائية والمتوسطة والاعدادية والجامعية
الدراسة الحوزوية
مُنذُ أن شَرَع الشيخ الامين بالدراسة الحوزوية في النجف الأشرف وإستقر للدراسة في مدرسة الإمام المهدي "عج" حتى أخذ يَنهل من علوم أهل البيت عليهم السلام، ويَرشف من مَعين حكمتها ومَعارفها العلوية حيث كان جواره لمرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فدَرَسَ على كُل من الفضلاء: الشيخ حُسين عوفي / النحو ، الشيخ عمار الخزاعي / المنطق، الشيخ مُحمد اليعقوبي / الشرائع والأصول، الشيخ عباس الربيعي / اللّمعة، الشهيد الشيخ حُسين الحارثي / المكاسب، شهيد الجمعة المرجع السيد محمد الصدر "قدس سره الشريف" / دروس في تفسير القرآن الكريم (منة المنان).
ولم يَتَوقّف الطموح العلمي للشيخ الامين حَتى بعد إعتقاله على يد الإحتلال الأمريكي في 20 آذار (مارس) 2007م، فبعد إطلاق سَراحه من أسر الإحتلال بفضل ضربات المقاومين الشُجعان إستمر الشيخ الخزعلي بالدراسة الحوزوية لاحقاً لدى كبار عُلماء ومراجع الحوزة العلمية الشريفة في قُم المقدسة، فدَرَس فقه البحث الخارج على آية الله العُظمى السيّد كاظِم الحسيني الحائري، ودرس الفقه والأصول لدى آية الله العُظمى السيّد كمال الحيدري .
- ولكفاءته العلمية والأخلاقية مَنَحَهُ المراجع والعُلَماء وَكالات شَرعيّة منها وكالة من شهيد الجمعة آية الله العُظمى السيد مُحمّد الصدر "رض" ووكالة من آيةِ الله العُظمى السيّد كاظِم الحسيني الحائري "دام ظله الشريف" (عن طريق مُمثله السيّد نور الدين الأشكوري قدس سره) ، وأُخرى من آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي الشاهرودي "قدس سره الشريف" .
مقاوَمَة الاحتلال
- شكل الاحتلال الأمريكي لحظة فارقة في تاريخ وطننا الحر، فقد وضع هذا الاحتلال البلد امام استحقاقات جسيمة، لعل أهمها طرد المحتل من ارض المقدسات، وإعادة بناء الحكم الوطني على أسس مرضية من جميع مكوناته.
بعد إنتهاء مَعارك إنتفاضة النجف الأشرف ضد الإحتلال الأمريكي في أيلول 2004م بدأ الشيخ الامين مع أخوان لَهُ مُجاهدين من طَلَبَة الشّهيد الصّدر بالتأسيس لنَواة حَرَكَة المقاومة الإسلامية (عَصائِب أهلِ الحقّ) تَصَدّت لمُقاومة الإحتلال الأجنبي في العراق وإيقاع أقسى الضربات النوعية بالعدو المحتل والتي إستنزفت قوّة الإحتلال وإضطَرّتهُ للإسراع في الخروج من العراق لاحقاً ذليلاً حَسيراً .
- وبَعدَ العَمَليّة النّوعيّة في كربلاء المقدسة عام 2007م التي قام بها أبطال "عصائب أهل الحق من العراق" كَثّف الإحتلال الأمريكي جهوده الإستخبارية بعد أن دَخَلَهُ الرُعب من هذِه العَمَليات النوعية الشُجاعة والجريئة للمُقاومة الإسلامية .
ولم تَستَطع أجهزة إستخبارات الإحتلال الأمريكي والبريطاني بجميع إمكاناتها أن تَعتَقل الأمين العام لولا ترّصدها ومُراقبتها لأحد أقربائه من خلال مُكالمات الهاتف الجوال، فقد علمت بأن الشيخ الخزعلي موجود في البصرة لمدة يومين ، وكانوا يُتابعونه وحينها عرفوا مكان وجوده.
لقد كان قرار قيادات قوات الإحتلال مُتردداً بعد أن حدد مَكان إجتماع الشيخ الامين مع مجموعته بين أن يعتقله مَعَهُم أو أن يُلقي عليهم صاروخاً مُدمراً من الجو يَقضي عَلَيهم ، فكان القرار في اللّحظات الأخيرة أن يتم إعتقالهم .
فأسَرَت قوات الإحتلال الشيخ الامين مع مجموعة من المجاهدين أثناء تَواجدهُم في مُحافظة البصرة بتأريخ 20/آذار/ 2007م ومن ثُم نُقل بواسِطة طائرة عَسكرية خاصة إلى بَغداد ليقضي أوّل (124) يوماً مِنها في السّجن الإنفرادي، ثُم ليمكُث بعدها في مَحاجِر سِجن (كروبر) شَديد الخطورة (Compound 5) مُدة مِن الزّمَن سَمَحَت لَهُ بأن يُجَسّد مَدرَسَة السيّد الشهيد مُحمد الصدر "رض" داخل السجن ليعكس فيها فِكر مَرجعيّته العظيمة وأخلاقه، فتأثر أغلَب المُحيطين به، بَل بَلغَ التأثر حتى بسَجانيه الذين كانوا يُشرفون على السّجن، فتَحوّل المُعتقل إلى مَدرَسَة للأدب والفقه والأخلاق، وخصوصاً في دَرس التدبّر القُرآني الذي كان للشيخ الخزعلي باعٌ طَويل في تَدريسهِ هُناك.
- كما مارَسَ الشيخ في المُعتقل دوراً بارزاً في إقامة صلاة الجمعة المقدسة من داخل سجن (كروبر) مؤجّجاً روح الجهاد والمقاومة في نفوس المعتقلين من خلال خُطبه الشجاعة التي كانت إمتداداً طبيعياً لخطَب شهيد الجمعة السيّد مُحمد الصدر "رض" .
وفي صباح يوم الأربعاء 30/كانون الأول/2009م أفرج عن الشيخ الخزعلي بعد أن أقدم أبطال المقاومة الإسلامية "عصائب أهل الحق" على أسر الجواسيس البريطانيين في مَبنى وزارة المالية في بغداد وعلى رأسهم خبير الحاسوب الجاسوس البريطاني (بيتر مور) والمطالبة بإطلاق أكبر عدد من أبطال المقاومة الأسرى وفي مُقدمتهم الشيخ الامين .
ومرة أخرى، انبرى الشيخ مع صحبه ورفقاء دربه من أبناء المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق لمواجهة الاحتلال الداعشي لأراضي العراق وبعض محافظاته، فحمل السلاح مع تلك الثلة، ممن سطروا الملاحم البطولية في تحرير جرف النصر وامرلي وغيرها من المناطق من دنس التكفيريين.